رجل رائع - رجل مخيب | بايرن ميونيخ × تشيلسي

واصل التوفيق مرافقته لسادس الدوري الإنجليزي الممتاز (تشيلسي) في دوري أبطال أوروبا أمام وصيف الدوري الألماني "بايرن ميونيخ" في نهائي البطولة الأشهر والأغلى والأجمل في العالم حين تمكن رفاق دروجبا من هزيمة العملاق البافاري مساء اليوم السبت بفارق ركلات الجزاء الترجيحية بعد مباراة غريبة الأطوار في دقائقها الأخيرة على ملعب آليانز آرينا.

الكرة عاندت تشيلسي كثيراً في كل مشاركة من مشاركاته ببطولة دوري أبطال أوروبا، فكم مرة خرج من الدور قبل النهائي وكم مرة اصطدمت الكرة في العارضة في النهائي الذي أُقيم على ملعب لوجينكي في موسكو عام 2008 أمام مانشستر يونايتد؟ من لامبارد لدروجبا لتيري!!.

فكان يجب أن يأتي اليوم الذي يتوج فيه تشيلسي بعد هذا المجهود العظيم في البطولة بداية من وصوله لنصف نهائي 2004 مع رانييري وصولاً لنجاح دي ماتيو غير المعقول في هذه الفترة الزمنية القصيرة من بعد إقالة فيلاش بواش.

تشيلسي أكد أنه فريق بطولة، فريق كبير، وأكد حقيقة دامغة الآن بأنه العملاق الأول لمدينة لندن التي لم يفز عملاقها الأكثر حصداً للبطولات "آرسنال" بأي بطولة أوروبية، فالبطولة الأوروبية دائماً لها مذاق وطعم خاص، ودي ماتيو مع المجموعة الكبيرة من الأسماء التي تألقت وأبدعت اليوم ضد البايرن قد كتبوا التاريخ بأتم معنى الكلمة.

مقدمة لابد منها في هذه الليلة الاستثنائية لفريق تُوج للمرة الأولى في تاريخه بكأس دوري أبطال أوروبا، ولبلد يطلق عليها مهد كرة القدم تتوج بالبطولة رقم 12 في تاريخها متفوقة على العديد من المدارس الأوروبية عن جدارة واستحقاق وبعد مشوار كبير في السنوات الـ12 الأخيرة بالنسبة للبريميرليج الذي يؤكد يوم بعد يوم بأنه الأفضل في العالم من دون منازع.

الاسماء التي تألقت من تشيلسي كثيرة، بداية من الحارس بيتر تشيك وثنائي قلب الدفاع العائد من الإصابة "جاري كاهيل ودافيد لويز" مروراً بثلاثي الوسط "كالو، أوبي ميكيل ولامبارد"، وصولاً بدروجبا الذي لا يقلل تسببه في ركلة جزاء من المجهود الذي قدمه طيلة الـ120 دقيقة ومن ثم في ركلات الجزاء الترجيحية، وحتى النينيو (فرناندو توريس) لأول مرة رأيته يضغط ويعافر مع كل كرة في منطقة الوسط ويساند الدفاع ويتصدى لمحاولات الخصم بشراسة، توريس أصبح بالفعل شكل أخر مع دي ماتيو، وأراه أنه ينافس على لقب الأفضل في المباراة على الرغم من الدقائق القليلة التي لعبها، لكنه بحق كان رجلاً في هذه الدقائق وأدى العديد من الأدوار التكتيكية الهامة.

من الجانب الأحمر تألق آرين روبن رغم اهداره ركلة جزاء في وقت قاتل من المباراة كادت تضع البايرن بطلاً للقارة العجوز للمرة الخامسة في تاريخه، فمستواه الفني والجماعي وايجابيته على المرمى كانت ممتازة، وكذلك فيليب لام ظهير أيمن من طراز رفيع جداً، وكذلك توماس مولر الذي لا يعرف أحد سبب اخراجه من الملعب بعد تسجيله الهدف هو كان الوحيد الذي يشكل خطراً حقيقياً على مرمى البلوز..وبالطبع الحارس المغوار "نوير" الذي تصدى للعديد من الكرات الصعبة وأبدع في ركلات الجزاء كالعادة سواء بالتصدي أو بالتصويب!.

الرجال الضعفاء والمخيبون للآمال كانوا كثر، من تشيلسي بوسينجوا وماتا ومالودا، ومن البايرن كونتينتو، تيموتشوك، فان بويتن وحتى شفاينيشتايجر.